«جمعة الورود» أو هكذا قدر لها أن تكون.. جمعة حسن النوايا من «الداخلية» والبدون في ساحة الحرية كما أطلق عليها أو ساحة الحقوق.. كما اقترح البعض تسميتها.. فكما للكويتيين ساحتهم المعبرة، وهي ساحة الإرادة.. للبدون أيضا ساحتهم ..في تيماء.
ما آلت إليه الجمعة الماضية من جنوح للسلام وإهداء الورود من قبل البدون لرجال القوات الخاصة.. والتعامل الراقي لرجال الأمن وإعطاء البدون الوقت الكافي للتعبير عن مطالبهم.. بحضور فعاليات سياسية وممثلين عن جمعيات النفع العام.. جاء بفضل من الله ثم من إدارة العمليات، التي ترأسها معالي وزير الداخلية مباشرة وبتوجيهات منه بعدم الاحتكاك مع المعتصمين.. وهذا ما عهدناه بأبو حمود الإنسان، قبل أن يكون الوزير، وهو موقف يحسب له بكل تأكيد.
«ورود البدون» للأسف الشديد قابلتها قبل أيام أشواك رئيس الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة قانونية.. عفوا غير إنسانية.
السيد صالح الفضالة.. والذي شرق وغرب في أرقامه بصورة جعلت من الإعلامي المخضرم يوسف مصطفى يتلعثم لعدم ثقته بالمعلومات التي أدلى بها الفضالة.. وهي المرة الأولى التي نرى فيها يوسف بهذه الصورة الركيكة.
من أشواك الفضالة التي آلمت البدون وأصابتهم بخيبة أمل كبيرة قوله بأن 63 ألفا من البدون عليهم مؤشر جنسية.. نفهم من ذلك أن هناك مؤشرات اقتصادية كمؤشر نيكي الياباني ومؤشر داون جونز ومؤشر ناسداك.. أما مؤشر الفضالة فهو مبهم وغير محدد المعاني ومكتوب بصورة غير قانونية.. وهو كاللقيط المشوه مجهول الوالدين غير مبين الملامح.. يعني مؤشر هقوة وظنون ويمكن مو أكيد ويقولون ومن كلامه مبين عراقي وسعودي وإيراني وسوري وقطري وبحريني وعماني وإماراتي وأنا الخليجي.. ثم قوله بأن البدون يحصلون على العلاج المجاني والتعليم المجاني فهذا من الصندوق الخيري.. والتأمين الصحي بدعم من بيت الزكاة.. ويقول الفضالة إن التأمين الصحي يمنح للجميع بلا استثناء حتى أولئك الذين عليهم قيود أمنية.. شملتهم بطاقة التموين.. وهنا السؤال كيف يترك أشخاص عليهم قيود أمنية، ويشكلون خطرا على الأمن طلقاء يسرحون ويمرحون.. منذ التحرير وإلى يومنا هذا مازال القيد الأمني ملاصقا للبدون.. حتى المحكوم بالمؤبد يكون قد أنهى محكوميته وخرج من سجنه.. أليس من العدل والمساواة هنا في الكويت وليس في السودان مساواة البدون بالمجرمين الآخرين من الجنسيات الأخرى في محاكمات عادلة.. الحمدلله لدينا قضاء عادل ونزيه وتملك الحكومة أجهزة أمنية بكفاءة عالية تستطيع بما تملك من أدلة أن تواجه المزورين من البدون.
أما بالنسبة للجوازات الأوروبية والأسترالية والمهجنة فهي من مخلفات ما بعد سقوط طاغية العراق ونهبها من سفارات الدول الأوربية في العراق، فضلا عن الجوازات الأفغانية والليبيرية والدومينيكانية والأريترية..
وأما أؤلئك الذين يستحقون الجنسية في نظر الفضالة فعليهم الانتظار والموت لحين يأتيهم الربيع.. يستحقون ترى ويستاهلون ونعرفهم ما عليهم شيء بس ينطرون.. خارطة الطريق اللي رسمناها لهم.. يمكن توصلهم خارطة الطريق إلى جزر القمر ويمكن الى عصير الجزر.. عليهم ينطرون وش وراكم كلها 20 والا 30 سنة ترى الخريطة جاهزة بس أحسن من خارطة طريق غزة والضفة.
أخيرا نقولها للفضالة: ترى البدون بشر ومن بني جنسك ويتكلمون لغتك ويعبدون ربك ورب آبائك الأولين.. ما يبون جنسية بمذلة ولا يبون تموين بمنة ولا علاج بإهانة ولا تعليم بعذاب.. تراهم يبون اعترافا بأنهم يحبون هذا الوطن، يعشقونه يفدونه بأرواحهم، يبون يعيشون وما يشعرون بالغربة.. يبون يشعرون بالأمان في حبهم لهذا الوطن يبون يعيشون ويرددون بكل ثقة وطني الكويت سلمت للمجد.
لا تبخل عليهم يا الفضالة بهذا الحق.. خل البدون يدعون لك بالصحة والعافية ولا تخليهم يدعون عليك.. كن في تعاملك معهم انسانا وخاف الله فيهم، ترى لا حيلة لهم إلا الله والالتجاء إليه بالدعاء...
وإذا البدون مظلومين راح ياخذون حقهم منك يوم الحساب وإذا البدون ظالمين ومتعدين ومزورين فعليك بهم... واجه الناس وانصفهم وحط الله بين عيونك.. فما يحصل للبدون من عذابات وآهات لو فكرت بها ستتراجع عن اتهاماتك لهم...
حفظ الله الكويت من كل مكروه وحفظ الله أميرنا وألبسه ثوب الصحة والعافية ووفقه في بطانة صالحة.