يروي لي أحد الشخصيات في دولة خليجية أن وزير داخلية تلك الدولة استدعى أحد أفراد عائلة تبين أن شخصا منهم يحمل جنسية عراقية.. وعند الاستفسار قال ذلك الشخص لوزير الداخلية: أرجو منك طال عمرك أن تزودني بصورتين شخصيتين لك.

وعندما سأله: ولم ذلك.. أجاب: لآتيك غدا بجنسية عراقية باسمك مذكور فيها أن ولادتك في بغداد!

وفي المسرحية الفكاهية التي قام بدور البطولة فيها الأخ الكريم رئيس جهاز (.. عيال البطة السوداء) تفتق ذهن جهازه عن مصطلح مفاجئ وجديد وظريف وغريب وفكاهي هو مصطلح «مؤشر الجنسية».. بالنسبة إلى البدون سابقا، البادية «ق.م» غير الكويتيين في الثمانينيات، المقيمين بصورة غير قانونية في التسعينيات، ثم المقيمين بصورة غير شرعية احتفالا بالألفية الجديدة.

ومصطلح «مؤشر الجنسية» الذي ظهر به الرئيس الكريم في فيلمه الفكاهي الذي يدافع فيه عن نفسه - وهو يؤكد أنه لم يظلم أحدا - يشبه إلى حد كبير جملة حسينوه: «القانون في نيروبي يقول البيت لها..» وهو يدافع عن ملكية العجوز التي ماتت أختها في البصرة!

مؤشر الجنسية هو «مؤشر افتراضي» وهمي، يعني أن أي عائلة من عوائل «البطة السوداء» يكونون تبعا لأي فرد يخرج من حظيرة البط، ويحصل على جنسية من أي مكان في العالم، فلو اشترى جوازا من نيروبي مثلا، فسيدل مؤشر الجنسية على أن أفراد العائلة نيروبيون!

وإذا احتضنه أحد الحكام الطيبين من دول الخليج فشفع له وأنقذه من هذا «التحطيم» فاستخرج له جنسية إماراتية أو قطرية أو سعودية، فإن مؤشر الجنسية فورا سيقول إن العائلة بأكملها تتبع هذا المارق الخارج الصابئ عن البدونية.

أما إذا كان أحد أقارب العائلة يحمل الجنسية الكويتية، فإن «المؤشر الخبيث» يسكت وما يعلم!

وبما أن الإثباتات التي ساقها حسينوه ليدلل على أن البيت لها هي من نوع: مادام أنها ترعرعت في البيت وسريرها في البيت، إذن البيت لها، وكتاب الأغاني للأصفهاني يؤكد هذا القول..

وبما أن عددا كبيرا ممن يعيشون على هذه الأرض الطيبة الكريمة هم «زبارى» من الزبير و«نجادة» من نواحي نجد و«أهوازية» من عربستان وما حولها و«حساوية» من إقليم الأحساء، وتراوحت فترات وجودهم ونزوحهم في أوقات مختلفة، فتجد أخوين أحدهما كويتي هنا والآخر بقي في «مؤشره الحقيقي»..

وأرجو ألا يفرح «البدون» بهذه الدلائل، فيقولون إن الكويت كلها هجرات من البلاد المجاورة..

فالمؤشر يتعامل مع عيال «البطة السوداء» وفق قول القاضي في درب الزلق لحسين بن عاقول: احنا بالكويت ما لنا شغل بالدول الثانية.

ويا ويل قاضي الأرض من قاضي السماء!