البدون والمبتزون

البدون والمبتزون

القرارات التي أصدرتها اللجنة الوطنية لمعالجة أوضاع البدون قرارات صائبة وموفقة، وتصب في مصلحة البدون، وتحقق الأمن الاجتماعى لهذه الفئة، ونبارك للاخوة البدون هذه القرارات التي نتمنى أن تستكمل بحصول المستحقين منهم للجنسية الكويتية.
ولاشك أن هذه القرارات ستخفف الكثير من الأعباء عنهم والذين عانوا الأمرين على خلفية التأخر الحكومي في معالجة القضية لفترة طويلة من الزمن، والنظرة الدونية والتشكيك في ولائهم من البعض الآخر.
ولقد سبق أن كتبنا مقالة اسوة بما كتبه الكثير من الكتاب من مئات المقالات حول هذا الموضوع بتاريخ 31 يناير الماضي بعنوان "البدون قنبلة موقوتة قد تنفجر"، ونوهنا إلى ضرورة معالجة هذه المسألة على عجل قبل أن تستفحل والتخفيف من معاناتهم سواء على مستوى التعليم والصحة وعقود الزواج وإجازات القيادة وشهادات الميلاد.
قبل خمس سنوات عملت كمحاضر في الجامعة العربية المفتوحة فرع الكويت في كلية التربية، وكانت هناك أعداد كبيرة من الطلبة من فئة البدون والتي أتاحت لهم الجامعة فرصة استكمال تعليمهم الجامعي رغم مضي فترة طويلة على تخرجهم من الثانوية العامة، وكان أغلبهم مثالا للخلق والتفوق الدراسي والمثابرة في طلب العلم رغم الاحباطات التي يواجهونها وكبر سن العديد منهم الا أن ذلك لم يمنعهم من مواصلة التعليم.
وأنا شخصيا أزكيهم للعمل فى قطاع التدريس في وزارة التربية لكفاءتهم أفضل من الاعتماد على التعاقدات الخارجية، والتي قد تضعنا أحيانا تحت رحمة بعض المبتزين يضاف إلى ذلك اندماجهم في المجتمع الكويتي سواء من ناحية اللهجة ومعرفة عقلية ونفسية الطالب الكويتي، ولكبح جماح الدروس الخصوصية التي تفنن البعض في إحضارها حتى وصل شرح المنهج الدراسي إلى ألف دينار للمادة الواحدة دون مراعاة لظروف الأسر، فضلا عن ذلك سيكون ايجابيا من الناحية الاقتصادية حيث إن مدخولهم سيستخدم في الداخل دون تحويله إلى الخارج، وهذا سيساهم في إنعاش السوق نظرا لاستقرارهم في الكويت.
عودا على بدء، ان القرارات التي اتخذت يجب أن توضع حيز التنفيذ دون أن تدخل فى متاهات الروتين الحكومي الذي أكل الدهر عليه وشرب لأن المسألة لا تحتمل الكثير من التأخير، وان توضع خطة زمنية محددة ومعايير معينة تكون نقطة الارتكاز لمنح المستحقين منهم الجنسية الكويتية من أبناء الشهداء الذين بذلوا أرواحهم من أجل الكويت، ومن حملة إحصاء عام 1965م وليس عليهم اي قيود أمنية، وممن قدموا خدمات جليلة .

محمد نايف العنزى
fmnaaa@yahoo.com