أما قبل:

يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ
وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ
(المتنبي)

صدقت يا أبا الطيب المتنبي.. ولا أعلم متى يُقبض على الجُبن بتهمة التزوير في أوراق عقلية، أو انتحال شخصية الحكمة، ونحن الآن في موسم تكاثر العقلاء، وانتقال عدوى التعقل، فهذه أوقات خروج بني جلدتي «البدون» بمظاهرات، وهي أوقات يُصاب فيها الكثير من النواب بمن فيهم بعض المعارضة «بوعكة عقلية»، ويحصلون على العضوية في «نادي سلوى الجسار العقلي» ثم يبايعون علي الراشد أميراً للعقلاء..!
بما أني لست من كُهان المعبد الوثني «السياسي» لأصنام الأشخاص، فسوف أكتب عن المتخاذلين الذين غربت شمسهم وظهر دجى ليلهم المُعتم كملامح الدرك الأسفل في جهنم، أدر حبرك يا قلمي لنقدهم واصدح بالحق ويحك إن قلت غيره، وردد قوله رضي الله عنه (لم يترك لي الحق صاحباً)..!
لن أتعجب حين يُدلس ويتخاذل نائب باع ضميره، ولن أنتظر أن يُلقي للغريق طوق نجاة من يضع في عنقه طوق الخنوع، ولكن حين يُلصق كذباً وليد الطبطبائي بالمتظاهرين البدون تهمة التخريب والاعتداء على رجال الأمن، وهو أيضاً يتهمونه بالتخريب في البرلمان والاعتداء على رجال الأمن في الصليبيخات، وقد كذبناهم لأننا نؤمن بقول رسول الهدى (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)، ولكن سيدنا يركب البحر على أسطول الحرية، ويغرق أسطوله في بحر دموع أهل تيماء، ألا ليتك كنت حنين زعبي في تيماء، تلك الإسرائيلية التي قلت فيها حين نصرتكم إنها بعشرة رجال.. صدقت أيها الرجل الواحد..!
ثم جمعان الحربش، الذي نسي أنه أحد الداعين للخروج باعتصام في ساحة العدل بعد أن ضربوا واعتقل الشباب، ولكن عندما يضرب البدون ويعتقل خمسة وثلاثون شخصا منهم، يقول أتمنى من البدون تعليق مظاهرتهم حرصاً على سلامتهم وسلامة رجال الأمن !! .. ثم يضيف وحرصاً على سمعة الكويت في المحافل الدولية, وهل كانت المحافل الدولية «تستهبل» حين اقتحموا منزلك يا جمعان وخرجت على قناة الجزيرة وقلت على شاشتها إن ما حدث في بيتك لا يُقارن إلا بالغزو العراقي, ولكن الذي حدث في تيماء كان احتفالاً بالعيد وطني, وكان خروجك «غسيل وكوي مستعجل» لسمعة الكويت في المحافل الدولية..!
ومن منطلق عبارة نجيب محفوظ (الخطأ له عذر والتهاون لا عذر له) اتصلت بالدكتور جمعان, وشكراً لسعة صدره ولقوله الطيب بأن حرمة بيوتهم من حرمة بيتي, ولكن أنا قلت «أتمنى وتعليق» وأيضاً أنه ليس هناك مجلس يمكننا أن نعاقب الحكومة على تصرفاتها !! يا جمعان ضربنا وضرب الناس وانتهكت حرمات المنازل وقمع الأطفال والنساء في شهر مارس, حينها كنتم نواباً واكتفيتم فقط بالاعتراض وربما ضربتم الوزير على يديه وقلتم «كخه عيب», فهل كان باب «مطبخ الاستجواب»مُقفلاً, لم يحاسب ضابط أمن على تلك الأحداث وتم استجواب رئيس الحكومة من أجل بيتك, فهل بعد هذا تقول لي حرمة بيوتهم من حرمة بيتي وانك تتعهد بالعمل الجاد في
انصافهم .. لا يا شيخ !!
(المصيبة ليست في ظلم الأشرار وإنما في صمت الأخيار) كأن مارتن لوثر قال عبارته فيك يا مسلم البراك, يا أبا حمود يا «شيخ المعارضة» يا أيها الحر الصامت ولا يليق له الصمت لا تكن مثل تجمع نهج «أبكيهم وأبكي نهجهم» لا تجبرنا أن نقول يا «مظلوم» لا تسل أين «البراك» كان صرحاً من خيالٍ فهوى, قلت في تاريخ 13/3/2011 بأن لا داعي للتجمع والأمور أخذت طريقها الصحيح, ولم يحدث شيء حتى الآن, صحيح إنك لم تصرح بأي تصريح مثبط, ولكنك لم تشارك بأي اعتصام وكنت سباقاً بغيرها, فلا البدون يستحقون صمت فعلك عن أوجاعهم ولا الوزير يستحق صمتك عن قمعه, وأعلم أن آخر (التخا..ذل) هو ذل, عند الظلم فإن شيطاناً أخرس أسوأ من شيطان ناطق, وحسبك أبيات صلاح العرجاني:

يالفارس اللي ما قدر يعسف الخيل
عليك شرهاتي من الراس للراس
ما بيك ترفع للمدامع مناديل
ابيك في وجه الحطب ترفع الفاس

صعلكه:
بعض العتب (الساخن) .. يكون مثل تحلية المياه
(بالتسخين) تكون عذبة .. وصالحة للشرب..!!