الأستاذ صالح الفضالة.. رئيس الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع غير محددي الجنسية.. أقسم بالله يا أستاذ إنني لا أشك في وطنيتك، وربّ الكعبة متأكدة من إخلاصك ونزاهتك، والذي خلقك واثقة أنك إنسان صالح اسما وقولا.. في هذا (ما عندي مشكلة)..!
لكن وطنيتك تلك امتزجت بقدر غير هيّن من العنصرية.. شابَها كثير من التعالي والنظرة الفوقية والاستهانة بمعاناة يومية، بل لحظية، لفئة مسحوقة تترقب رحمة من الله ينزلها عليها بكلمة منكم أو قرار تنهون فيه هذا الفصل السمج من انتهاك حقوق الإنسانية..!
تابعتُ تصريحاتك عبر تلفزيون الكويت عن آلية عملكم في الجهاز، والتي حققَّت فيها كلمة (ما عندنا مشكلة) الرقم القياسي في التكرار بعد كل جملة تدلي بها، واستمعتُ للجهود التي تبذلونها لحل تلك القضية، وهي جهود واضحة لا شك في ذلك.
ولكن، ودائما كلمة (ولكن) تجبّ ما قبلها، كان الأكثر وضوحا من جهودكم هو الوقت الضائع والمماطلة والتسويف في إنجاز معاملات البدون بأعذار باردة وغير مقبولة بل ومستهجَنة، تنم عن اختلاط الأولويات لديكم على حساب تحقيق الغاية في أسرع وقت!
فماذا استفاد البدون من تبديد خمسة أشهر من عمر الجهاز في تأثيث مقركم واختيار لون ستائره وسجاده وحجم مكاتبه!! ما عندكم مشكلة؟!!
ماذا يعني قولك إنكم لم تستوفوا بيانات أبناء الشهداء البدون حتى الآن من مكتب الشهيد، حيث يُفترض أن تكون مثل تلك البيانات محفوظة لديه وجاهزة منذ سنوات، أم إنها كانت معدة فقط للتعليق والعرض في المجمعات والأسواق التجارية؟!! ما عندكم مشكلة؟!!
وحين سأل المذيع عن أعداد من يستحقون الجنسية لإسهاماتهم في المجتمع، أجاب (القيادي) في الجهاز: لا نعرفها حتى الآن!! علما أنه كانت هناك قبل إنشاء الجهاز لجنة اسمها اللجنة التنفيذية لشؤون المقيمين بصورة غير قانونية، يفترض أنها تملك قاعدة بيانات ومعلومات كافية ووافية عن البدون، وبديهي أن تنتقل تلك المعلومات بأريحية إلى الجهاز الجديد توفيرا للوقت والجهد اللازمَين للتوصل إلى أي معلومة تساهم في الإسراع بإسعاد شخص أو أكثر من هؤلاء البؤساء!! وما عندكم مشكلة؟!!
يبدو يا أستاذ صالح أنك عازم على استنفاد السنوات الخمس كلها وهي المدة المرسومة لإنهاء مهام الجهاز حتى آخر لحظة، غير عابئ بدموع وآهات ودعوات المظلومين الذين طال عليهم أمد القسوة والتعنت، فلا داعي بالنسبة لك للاستعجال، مازال هناك متسع من الوقت، ما عندك مشكلة!!!
أستاذ صالح.. تطورات الأحداث في الأيام الأخيرة، وانفجار غضب البدون -والذي لولاه لما تكرمت علينا بظهورك التلفزيوني وتصريحاتك الأخيرة- أقول إن تلك التطورات لها دلالة واحدة.. عندنا مشكلة