حُجِزت المقار وعُلِّقت اللوحات ونُشِرت الإعلانات وطُرِّزت البشوت وسيقت الأباعير (جمع بعير) إلى الحظائر استعدادا لملء القدور وجعل لحومها وشحومها على الصواني تدور..
ولن تكمل الأطر الجميلة المصطنعة للمرشحين لانتخابات مجلس الأمة إلا بقضية يتبنونها تلمع صورتهم الانتخابية وتصلح فخًا مزركشًا لاصطياد ضحاياهم.. أقصد ناخبيهم..!
وأكثر القضايا تأثيرًا في الناخب هي التي تلامس الجانب الإنساني فيه فيقتنع بأن متبنيها «إنسان» يمكن الطمأنينة إليه والوثوق بإخلاصه وطيبة قلبه وضحكة سنه وصدقه في خدمة البلد وأناسها..!
وهل هناك قضية إنسانية تفي بكل تلك المواصفات وتملأ الأرصدة الشعبية للمرشحين حتى التخمة، أكثر من قضية البدون «المساكين» خلال فترة الانتخابات، و«الملاعين» بعد انتهائها..!
إخواني البدون.. نصيحة لكم من أخت يؤلمها ما أنتم فيه من حرمان من أبسط مستحقات الحياة الكريمة وأنتم تعيشون في ربوع بلد جاد بسخاء حتى على من لا يستحق من خارجه..!
لا تنتظروا حلا لقضيتكم عبر أولئك النواب، لأنها وبكل بساطة لا تمثل لهم أولوية بتاتًا، بل هي ليست مدرجة في جداول أغلبهم، ولن أقول كلهم كي لا أثقل ذمتي. ولا أجدني أبالغ إن قلت إن هذه القضية بأيديهم في تدهور متواصل وليست في تقدم حتى بقدر أنملة.. وسيتمنون بعد معانقتهم للكراسي الخضر في المجلس أن تتبخروا في الهواء.. كي لا تزعجوهم بـ «اسطوانتكم»، فما جراحكم إلا ورقة رابحة يلعبون بها ويتراقصون على أنينها..!
الحل بأيديكم أنتم.. ولكم شرعا وقانونا أن تطالبوا بحقوقكم الإنسانية والمدنية بكل الوسائل السلمية المتاحة، حتى وإن استدعى الأمر اللجوء لجهات دولية مختصة بهذه المهام، هذا إن كنتم تؤمنون حقا أنكم أصحاب حق سيلومكم على تضييعه أبناؤكم وأحفادكم من بعدكم، كما تلومون أنتم الآن آباءكم وأجدادكم الذين جنوا عليكم بتفريطهم فيه..!
وهذه رسالة من «مالكوم أكس» أوصاني أن أوصلها لكم شخصيًا:
«الحق لا يُعطَى لمن يسكت عنه، وعلى المرء أن يُحدث بعض الضجيج.. كي يحصل على ما يريد..!»
قليل من الضجيج.. لا يضر بالصحة..!