أين 'الإسلاميون' من التضامن مع قضية البدون ؟!

أين 'الإسلاميون' من التضامن مع قضية البدون ؟!

16/1/2012 كتب جميل السبع
دمعة من عيون إبتهال تسوى ألف شنب
ابتهال الخطيب تبكي بساحة تيماء

اكتب هذه الكلمات و أشعر بحزنٍ ما الله به عليم ... بسبب ما يقاسي الكويتيين البدون من ظلم وقهر أمام مرأى ومسمع الشارع العام دون أن نلمس أي مبادرة جادة من قبله

لاستنكار مايحدث ...

فهل الدستور أُصيغَ للكويتيين فقط أم لكافة شرائح المجتمع ... أم لفئةٍ دون أخرى ؟!؟

أيكفُلُ حقَّ الكويتيين دون غيرهم في حرية التعبير عن آرائهم ؟؟

ولنفترض أن ذلك صحيح وأنه لأجل ذلك قد ( وُضع ) ... أليس بكم من تحكمه شريعة الله عزوجل التي كفلت حق الشجر والحيوان قبل الإنسان ؟؟

ولنسلّم بأن لنا لكم رأيٌ آخر في هذه المسألة ( بحجة لمن يقول هؤلاء رافضة ومن يقول إنهم وهابية ... إلخ ) أليس بكم ( إنسانٌ ) رشيد !؟!

قد تبقّى في عروقه بعضاً من قطرات دماء الإنسانية التي تجري في عروقه ليقف موقفٌ إنساني قبل أن يكون شرعي أو وطني ليُحقَّ الحق ويُنْصِفَ هذه الفئة المستضعفة التي تعاني الأمرّين ... مرارة التعسف في طريقة معاملتهم ومرارة الذل و الهوان من شرذمة تتفوه عليهم بأقبح الألفاظ والكلمات الجارحة التي تنمُّ عن سوء المعتقد و شر الحسد ...

و هم أبناء قبائل أصيلة وأُسرٍ عريقة ... وقد جسدوا الوطنية وحبّ الكويت بأنفس ما يستطيعون بعد أن قدموا أرواحهم ودماؤهم في موكب أمير القلوب الراحل المغفور له الشيخ / جابر الأحمد الصباح رحمه الله ... وأبّان الغزو العراقي الغاشم عندما تطايرت أشلاؤهم وهم يدافعون عن أرض ( الحريات ) ...

أليس منكم من يُنفذ وصية المغفور له الشيخ / سعد العبدالله الصباح رحمه الله عندما قالوا له بأن ممن دخل مع جيوش قوات التحرير من أبناء البدون فردّ عليهم : ( ليس هناك بدون بعد اليوم فالكل كويتيين ) !؟!

أم لم تستمعوا لقصة د. غانم النجار وهو في السجون العراقية عندما أسروه وكان معه في الأَسْر عدداً من الكويتيين البدون وجاء إليهم أحد الضباط العراقيين وقال لهم : كل من ليس بكويتي يخرج ... ولم يخرج الكويتيين البدون وهم باستطاعتهم ذلك .

وعندما سألهم د. النجار لِمَ لَمْ تخرجوا : ردّوا عليهم بأننا وإن لم نكن نحمل الجنسية الكويتية فإننا واقعاً شاء من شاء وأبى من أبى كويتيون ولن نتخلى عن إخوتنا !؟!

أم لم تستوعبوا أنّ سكوتهم طوال خمسة عقود وصبرهم على مُرِّ العيش والمهانة والذل و إن دلَّ فإنما يدُلُّ على حرصهم على الكويت و سمعتها ...

وهل يُعقل لأجل مواطنٌ واحدٌ قد حُرِمَ من ( حق من حقوقهِ ) تدعون لاعتصاماتكم في ساحة الإرادة من خلال القنوات الفضائية والمؤتمرات الصحفية وجميع ما أوتيتم من قوة إعلامية !؟!

و تعتصمون ونساؤكم اللائي حضرن في ساحة الإرادة تتبطحُ الأرض وتفترشها وتشرب ( شاي المسا ) الذي طُبِخَ على نيران القنابل الدخانية والصويتة التي رُمِيت على منازل الكويتيين البدون في تيماء و الصليبية .

وتعطّرون قهوتكم بدماء النساء و الأطفال الأبرياء الذي ضُربوا وسُحلوا على أرصفة وشوارع بلد الديموقراطية

ولمن ظُلِم تطلبون منه عدم الاعتصام حفاظاً على أمن البلد وبحجة أن الوقت لايسمح بذلك بسبب الانتخابات !؟!

بئس مكيالكم الذي به تكيلون ..

و الذي رفع السماء بلا عمد فإن أيديكم ملطخة بدماء الأبرياء هؤلاء أكثر بكثير ممن قام بذلك ... لأنكم رأيتم وسمعتم وسكتم ولم تحركوا ساكنا .

فأين ( ضمير الأمة ) الذي أتاهم في شهر مارس من العام الماضي في اعتصامات الكويتيين البدون في منطقة الصليبية وطلب منهم فض الاعتصام مقابل تعهده بحمل صوتهم إلى المجلس !؟!

أم أين من عبر القارات و شارك في كسر الحصارات أين هو عن أبناء جلدته ومن يعيشون بين ظهرانيه ... أليس ماهم به من حصار يستوجب نصرتهم بكسره من خلال تفعيل القانون و الدستور !؟!

أم أين من عندما أُقتحم ديوانه ذهب إلى القنوات الفضائية ليُدوِّل قضيته ولم يحافظ أو يراعي سمعة الكويت في المحافل الدولية !؟!

وفي اعتصام الكويتين البدون في تيماء يخاف على سمعة الكويت في المحافل الدولية ... تعست معايير الحفاظ على السمعة لديك .

أم أين من يفخر بتأبين من تسبب بقتل الكويتيين في حادثة الجابرية وارهاب الشعب الكويتي !؟!

وأين المتأسلمين من التيارات الإسلامية الذين يتباكون على تطبيق الشريعة الإسلامية وهو في الحقيقة لا عمل لديهم سوى التجريح بالأشخاص ومن يخالفهم ... هل عجزتم أن تكونوا مثل الليبراليين الذين تحاربونهم الليل مع النهار !؟!

فوالله إن دمعة من عينيّ د. ابتهال الخطيب سكبتها من هولِ ما رأت في تيماء الجمعة الماضية تساوي ألف شنب ( رجلٍ ) منكم .

أين و أين وأين ..... والقائمة تطول ولا تزال بازدياد ...

وهل اعتصام من يطالب بأبسط مقومات العيش الكريم كمثل من قام بجريمة اقتحام مجلس الأمة وسرقة مطرقته !؟!

أم هل من كفل له الدستور حق التعبير عن رأيه كمن خالفه ضارباً به عرض الحائط !؟!

لعمرك لا يستويان ..

مالكم كيف تحكمون ..أم لكم كتابٌ فيه تدرسون

فإن كانت هذه مقاييسكم و معاييركم التي تكيلون بها ... فأُشْهِد الله وأشهِدِكم بأني قد كفرتُ بها

اللهم هل بلغت ... اللهم فاشهد

جميل السبع

0 التعليقات: