رغم بشاعة وهمجية ما حدث في تيماء والصليبية من قبل أفراد القوات الخاصة الأشاوس ضد البدون يوم الجمعة والسبت الفائتين، فإنني أشعر من جانب آخر بالسعادة لما حصل، لأن الأمور في هذه القضية الإنسانية تكون قد وصلت إلى ذروتها، لأنه لا يمكن لهذه المأساة الإنسانية أن تستمر إلى ما لا نهاية، ويستمر معها انتهاك الإنسانية بأبشع صورها، بحرمان أناس من حقوقهم الإنسانية الضرورية، قد يكون ما أتمناه مستغربا أو مستهجنا، ولكنني بالفعل كنت أتمنى أن يسقط ضحية أو أكثر من البدون، ليس استهانة بدماء البشر، ولكن لأن ذلك من شأنه أن يحدث صدمة، ويزيل الغشاوة عن بعض العيون لترى حقيقة ما يعيشه موتى وهم أحياء.
إذا كانت الحكومة خلال أكثر من عشرين سنة حاولت بكل الوسائل والطرق أن تتخلص من البدون فلم تستطع، فلم يتبق لديها سوى حل وحيد وهو قتل البدون جميعاً ليتخلصوا منهم إلى الأبد، وفي المقابل يقدمون بذلك خدمة جليلة للبدون عندما يخلصونهم من العذاب المتواصل الذي يعيشونه، والموت اليومي الذي يتذوقونه. لماذا تتعبون أنفسكم باستخدام القنابل الدخانية والعصي والرصاص المطاطي؟ استخدموا الرصاص الحي لأنه أسرع الطرق للتخلص من البدون.
إذا كان عهد جابر المبارك بدأ بارتكاب حماقة ضرب امرأة وفرد العضلات على أناس مظلومين مسالمين وترويع الآمنين فبئس العهد هو، وإذا كانت عبقرية وزير الداخلية تفتقت عن خطة همجية لإسكات صوت البدون فبئس العبقرية العقيمة هي، وإذا كانت الحكومة اختارت صالح الفضالة لحل مشكلة البدون فلعمري إنه الاختيار الأسوأ، وهو اختيار من لا يريد حل المشكلة.
كان باستطاعة الحكومة أن تحل القضية بتكلفة أقل وطريقة أيسر، لكن الحماقة أعيت من يداويها، إذا كانت الحكومة لم ترض اليوم بدفع جزة، فإنها لخطأ تقديرها وسوء تدبيرها سوف تُجبر غداً على دفع جزة وخروف.